فصل: الهمزة مع الذال المعجمة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **


 الهمزة مع الخاء المعجمة

151 - أخْبـُرْ تَقلـُه‏.‏‏[‏أي اختبر الناسَ، تبغض ما تراه من مساوئِهم‏.‏ دار الحديث‏.‏ وانظر كلام المصنف وشرحه‏]‏

الطبراني وأبو يعلى والعسكري من حديث بقية عن أبي الدرداء رفعه، وكذا ابن عدي بلفظ ‏"‏وجَدتُ الناسَ‏:‏ أخْبـِرْ تَقـْلـُه‏"‏،

ورواه أيضا الطبراني والعسكري من حديث أبي حَيوة عن أبي الدرداء بلفظ ‏"‏إنه كان يقول‏:‏ ثق بالناس رويدا، ويقول‏:‏ أخبر تقلـُه‏"‏، قال في المقاصد وكلها ضعيفة،

ورواه في الجامع الكبير عن أبي يعلى والطبراني وابن عدي وأبي نعيم عن أبي الدرداء بلفظ أخبر تَقـْلـُه وثق بالناس رويدا،

ورواه العسكري عن مجاهد أنه قال‏:‏ وجدتُ الناسَ كما قيل ‏"‏أخبر من شئت تَقـْلـُه‏"‏‏.‏

ومن شواهده ما اتفق عليه الشيخان عن ابن عمر مرفوعا الناس كإبل، مائة لا تجد فيها راحلة، والمراد من الحديث وجدت الناس مقولا فيهم هذا القول من الـقِــَـلى، بكسر القاف وفتحها‏:‏ البغض، وقال الجوهري إذا فُتِحَت مُدّدَت، يعني جرب الناس فإنك إذا جربتهم قَلـَيْتَهُم وتركتهم لِما يظهر لك من بواطن سرائرهم، وقيل لفظـُهُ الأمر ومعناه الخبر أي مَنْ <صفحة 65> جَرّبَهُم وخَبـِرَهُم، أبغَضَهُم وتَرَكَهُم‏.‏

والهاء في تَقلـُه للسكت، وعلى زيادة ‏"‏من شئت‏"‏، فالهاء ضمير راجع إليه،

وأخرج الطبراني عن ابن عمر مرفوعا يا أبا بكر تَنَقّ وتَوَقّ، ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث يحيى بن المختار أنه قال‏:‏ تنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس، وأحبوا هونا، وأبغضوا هونا، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا، إن رأيت دون أخيك سترا فلا تكشفه، وقد تقدم قريبا في أحبب‏.‏

تنبيه‏.‏ تَقـْلِـُه بضم اللام وكسرها كما ضبطه المناوي، ويجوز فتح اللام في لغة‏.‏

152 - اختضبوا، فإن الملائكة يستبشرون بخضاب المؤمن‏.‏

كذب موضوع كما نقله ابن حجر المكي عن السيوطي‏.‏

153 - اختلاف أمتي رحمة‏.‏

قال في المقاصد رواه البيهقي في المداخل بسند منقطع عن ابن عباس بلفظ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية، فإن لم تكن سنة مني فما قاله أصحابي، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيما أخذتم به، اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة؛

ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني والديلمي بلفظه وفيه ضعف، وعزاه الزركشي وابن حجر في اللآلئ لنصر المقدسي في الحجة مرفوعا من غير بيان لسنده ولا لصاحبيه، وعزاه العراقي لآدم بن أبي إياس في كتاب العلم والحكم بغير بيان لسنده أيضا بلفظ‏:‏ اختلاف أصحابي رحمة لأمتي، وهو مرسل وضعيف‏.‏

وبهذا اللفظ أيضا ذكره البيهقي في رسالته الأشعرية بغير إسناد، وفي المدخل له عن القاسم بن محمد عن قوله‏:‏ اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لعباد الله، وفيه أيضا عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يقول‏:‏ ما سرني لو أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا، لأنهم لو لم يختلفوا، لم تكن رخصة، وفيه أيضا عن يحيى بن سعيد أنه قال‏:‏ أهل العلم أهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون، فيحلل هذا ويحرم هذا، فلا يعيب هذا على هذا،

ثم قال في المقاصد أيضا‏:‏ قرأت بخط شيخنا يعني الحافظ ابن حجر أنه حديث مشهور على الألسنة، <صفحة 166> وقد أورده ابن الحاجب في المختصر في مباحث القياس بلفظ‏:‏ اختلاف أمتي رحمة للناس، وكثر السؤال عنه، وزعم الكثير من الأئمة أنه لا أصل له، لكن ذكره الخطابي في غريب الحديث مستطردا، فقال‏:‏

اعترض هذا الحديث رجلان أحدهما ماجن، والآخر ملحد، وهما إسحاق الموصلي، وعمرو بن بحر الجاحظ، وقالا لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق عذابا، ثم تشاغل الخطابي برد كلامهما، ولم يشف في عزو الحديث، لكنه أشعر بأنه له أصلا عنده‏.‏

ثم قال الخطابي والاختلاف في الدين ثلاثة أقسام‏:‏ الأول في إثبات الصانع ووحدانيته، وإنكاره كفر، والثاني في صفاته ومشيئته، وإنكارهما بدعة، والثالث في أحكام الفروع المحتملة وجوها، فهذا جعله الله رحمة وكرامة للعلماء، وهو المراد بحديث اختلاف أمتي رحمة انتهى‏.‏ وأقول وهذا بلفظ الترجمة،

وقال النووي في شرح مسلم‏:‏ ولا يلزم من كون الشيء رحمة أن يكون ضده عذابا، ولا يلزم هذا ويذكره إلا جاهل أو متجاهل وقد قال الله تعالى ‏{‏ومن رحمته جعل لكم الليل لتسكنوا فيه‏}‏ فسمى الليل رحمة ولا يلزم من ذلك أن يكون النهار عذابا انتهى‏.‏

ومثله يقال فيما رواه ابن أبي عاصم في السنة عن أنس مرفوعا لا تجتمع أمتي على ضلالة، ورواه الترمذي عن ابن عمر بلفظ‏:‏ لا يجمع الله أمتي على ضلالة ويد الله مع الجماعة،

ورواه أحمد والطبراني في الكبير عن أبي نصر الغفاري في حديث رفعه سألت ربي أن لا تجتمع أمتي على ضلالة فقد قيل مفهومه أن اختلاف هذه الأمة ليس رحمة ونعمة لكن فيه ما تقدم نظيره عن النووي وغيره،

وفي الموضوعات للقاري أن السيوطي قال‏:‏ أخرجه نصر المقدسي في الحجة، والبيهقي في الرسالة الأشعرية بغير سند، ورواه الحليمي والقاضي الحسين وإمام الحرمين وغيرهم، ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا، ثم قال السيوطي عقب ذكره لكلام عمر بن عبد العزيز‏:‏ وهذا يدل على أن المراد اختلافهم في الأحكام الفرعية، وقيل في الحرف والصنائع، والأصح الأول، فقد أخرج الخطيب في رواة مالك عن إسماعيل بن أبي المجالد قال‏:‏ قال هارون الرشيد لمالك بن أنس‏:‏ يا أبا عبد الله تكتب هذه الكتب يعني مؤلفات الإمام مالك وتفرقها في أفاق الإسلام لتحمل عليها الأمة، قال‏:‏ يا أمير<صفحة 67> المؤمنين إن اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمة، كل يتبع ما يصح عنده، وكل على هدى، وكل يريد الله تعالى،

وفي مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعا‏:‏ اختلاف أصحابي لكم رحمة،

وذكر ابن سعد في طبقاته عن القاسم بن محمد أنه قال كان اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للناس،

وأخرجه أبو نعيم بلفظ‏:‏ كان اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة لهؤلاء الناس‏.‏

154 - أخَذْنا فألَكَ مِن فيك‏.‏

أبو الشيخ عن ابن عمر، ورواه أبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته، فذكره،

وروى الترمذي والحاكم عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع يا راشد يا نجيح،

وروى العسكري والخلعي عن سَمُرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفال الحسن، فسمع عليا رضي الله عنه يوما يقول هذه خضرة فقال يا لبيك قد أخذنا فألك من فيك، فاخرجوا بنا إلى خضرة، فقال فخرجوا إلى خيبر، فما سل فيها سيف إلا سيف علي بن أبي طالب، زاد العسكري حتى فتحها الله عز وجل، وله شاهد عند البزار والديلمي عن ابن عمر مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل،

ورواه الطبراني عن عائشة بزيادة ويكره الطِيَرَة، ورواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة بلفظ لا طِيَرة، وخيرها الفأل، قالوا وما الفأل‏؟‏ قال الكلمة الطيبة الصالحة يسمعها أحدكم، وفي لفظ عند مسلم لا عدوى ولا هامة ‏[‏تزعم العرب أن روح القتيل الذي لا يؤخذ ثأره تصير هامة ‏(‏طيراً‏)‏ تنادي اسقوني، فكذب الأسلام هذا الزعم، وندب إلى العفو؛ والطيرة التشاؤم‏]‏‏.‏ ولا طيرة، وأحب الفأل الحسن، قال العسكري إن العرب كانت تتفاءل بالكلمة الحسنة مثل قولهم للمضل يا واجد، وللمسافر يا سالم، فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلى خيبر وسمع المقالة من علي تفاءل لأنه كان يعجبه الفأل الصالح،

وروى الشيخان عن أنس في حديث ويعجبني الفأل الصالح‏:‏ الكلمة الحسنة، وأنشد ابن الأعرابي‏:‏

ألا ترى الظباء في أصل السلم * والنعم الرتاع في جنب العلم

سلامة ونعمة من النعم

وفي كلام بعض الصوفية ‏"‏ألسنة الخلق أقلام الحق‏"‏،

وقول العامة ‏"‏مصر بأفوالها‏"‏‏.‏ ‏[‏في الأصل ‏"‏بأفوالها‏"‏، وأين هذا من موضوع الحديث‏!‏ وواضح أن إحدى نقطتي الـ ‏"‏قاف‏"‏ سقطت من الطبعة‏.‏ ولا يقال أن ‏"‏أفوال‏"‏ جمع ‏"‏فأل‏"‏ لأن الجمع كما ذكره في القاموس ‏"‏فـُؤُولٌ و أفـْؤُل‏"‏‏.‏ دار الحديث‏.‏ ‏]‏

155 - أخْرِجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب‏.‏

رواه مسلم عن ابن عمر، ورواه أبو يعلى والحاكم في الكِنى، وأبو نعيم وابن عساكر عن أبي عبيدة بلفظ آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏.‏

156 - أخّرِوهن مِن حيث أخَّرَهُنَّ الله‏.‏

يعني النساء، قال في المقاصد نقلا عن الزركشي عزوه للصحيحين غلط، وكذا من عزاه لدلائل النبوة للبيهقي مرفوعا ولمسند رَزِين، لكنه في مصنف عبد الرزاق، وأخرجه من طريقه الطبراني من قول ابن مسعود في حديث صدره كان الرجل والمرأة في بني إسرائيل يصلون جميعا، ثم كانت المرأة إذا كان لها خليل تلبس القالبين فيطول لها لخليلها، فألقى الله عليهن الحيض، فكان ابن مسعود يقول أخروهن من حيث أخرهن الله تعالى، قلنا ما القالبين‏؟‏ قال رقيصان ‏(‏فبقابان‏)‏ من خشب، وفي الباب أحاديث أخرى أشار الحافظ ابن حجر لبعضها في تخريج أحاديث الهداية،

ونقل القاري في الموضوعات عن ابن همام أنه قال في شرح الهداية لا يثبت رفعه فضلا عن شهرته، والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود، وقال في اللآلئ‏:‏ رأيت من عزاه للصحيحين، وهو غلط وهو في مصنف عبد الرزاق من قوله ‏[‏أي من قول عبد الله بن مسعود‏]‏‏.‏

157 - اخشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا، ‏(‏ تشبهوا بمعد بن عدنان‏.‏‏)‏ واجعلوا الرأس رأسين‏.‏

رواه أبو عبيد الغريب عن عمر موقوفا وسيأتي مبسوطا في تمعددوا، والمشهور على الألسنة ‏"‏اخشوشنوا، فإن النعم لا تدوم‏"‏ فليراجع‏.‏

158 - اخْسَأ، فلن تَعْدُوَ قَدْرَكَ‏.‏

رواه البخاري وأحمد وأبو داود عن ابن <صفحة 69>عمر، والبخاري عن ابن عباس، ومسلم عن ابن مسعود رفعه، قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد‏.‏

159 - أخفوا الختان، وأعلِنوا النكاح‏.‏

قال السخاوي لا أصل للأول، واستحباب الوليمة له يشهد لما روي فيه من الإعلان، وكذا قول سالم ختنني أبي يعني ابن عمر أنا ونعيما، فذبح علينا كبشاً، فلقد رأيتنا وإنا لَنجْذَل ‏(‏ لنفرح ونفتخر‏)‏ به على الصبيان أن ذبح علينا كبشا، وبوب له البخاري في الأدب المفرد بالدعوة في الختان وباللهو في الختان، وذكر أحاديث تشهد للإعلان به،

وروى البيهقي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عق عن الحسنين وختنهما لسبعة أيام، ونقل ابن الحاج في مدخله اختصاص الإخفاء بالإناث، ويشهد له المعنى والعرف، ولكن ورد عن عائشة رضي الله عنها إظهاره فيهن أيضا؛

وأما الثاني فإنه وردت فيه أحاديث للإعلان سيأتي بعضها في ‏"‏أعلنوا النكاح‏"‏‏.‏

160 - أخْوفُ ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان‏.‏

رواه ابن عدي عن عمر‏.‏

161 - أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل‏.‏

رواه ابن عدي عن جابر

‏(‏أخاف عليكم سِتّاً‏:‏ إمارةَ السفاه، وسفكَ الدم، وبيعَ الحكم، وقطيعةَ الرحم، ونشواً يتخذون القرآن مزامير، وكثرة الشُّرَط‏.‏

رواه الطبراني في الكبير عن عوف بن مالك‏)‏‏.‏

162 - أخوك البِكريُّ ولا تأمنْه‏.‏

قال في المقاصد رواه أبو داود وأحمد والعسكري وغيرهم مرفوعا، وقال المناوي أخوك البكري بكسر الموحدة أي الذي ولده أبواك أولا، وهذا على سبيل المبالغة في التحذير أي أخوك شقيقك احذره ولا تأمنه فضلا عن الأجنبي، وهذه كلمة جاهلية تمثل بها رسول<صفحة 70> الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال المناوي رمز المؤلف لحسنه، ولعله لاعتضاده،

ولفظ أبي داود عن الِمسْوَر بن مَخْرمَة قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان ليقسمه في قريش بمكة بعد الفتح، فقال التمس صاحبا، قال فجاءني عمرو بن أمية الضمْري، فقال بلغني أنك تريد الخروج تلتمس صاحبا، قال قلت أجل، قال أنا لك صاحب، قال فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ قد وجدتُ صاحبا فقال من‏؟‏ قلت عمرو بن أمية الضمري، قال إذا هبطت بلاد قومه فاحذره، فإنه قد قال القائل أخوك البكري ولا تأمنه، فخرجنا حتى إذا كنت بالأبواء قال إني أريد حاجة إلى قومي بِوَدّان، فتَلَبّثْ بي، قلت راشدا، فلما ولى ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فشددت على بعيري حتى إذا كنت بالأصافر إذا هو يعارضني في رهط، قال وعارضته فسبقته، فلما رآني قذفته انصرفوا وجاءني، فقال كانت لي إلى قومي حاجة، قلت أجل، ومضينا حتى قدمنا مكة فدفعت المال لأبي سفيان انتهى، والأصافر بالصاد المهملة جمع أصفر ثنايا سلكها النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وقيل جبال مجموعة تسمى بذلك‏.‏

163 - إخوانُكم خَوَلُكم، جعلهم الله تعالى تحت أيديكم‏.‏

الحديث رواه الشيخان وأبو داود والنسائي والحاكم عن أبي ذر بزيادة، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه، وليلبسه من لباسه، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه،

ورواه هؤلاء عن أبي هريرة بلفظ إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه ودخانه فليجلسه معه، فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين،

ورواه الترمذي عن أبي ذر، وقال حسن صحيح بزيادة‏:‏ فتية قبل قوله تحت أيديكم كما قال في الجامع الكبير،

وروى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح عن أبي ذر من لا يحكم ‏[‏لعل الصواب، من لاءمكم‏]‏من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون، ومن لا يلائمكم منهم فبيعوه، ولا تعذبوا خلق الله، وروى الشيخان عن أنس أنه كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم‏.‏ <صفحة 71>

وفي الموضوعات للقاري أن السيوطي قال‏:‏ أخرجه نصر المقدسي في الحجة، والبيهقي في الرسالة الأشعرية بغير سند، ورواه الحليمي والقاضي الحسين وإمام الحرمين وغيرهم، ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا، ثم قال السيوطي عقب ذكره لكلام عمر بن عبد العزيز‏:‏ وهذا يدل على أن المراد اختلافهم في الأحكام الفرعية، وقيل في الحرف والصنائع، والأصح الأول، فقد أخرج الخطيب في رواة مالك عن إسماعيل بن أبي المجالد قال‏:‏ قال هارون الرشيد لمالك بن أنس‏:‏ يا أبا عبد الله تكتب هذه الكتب يعني مؤلفات الإمام مالك وتفرقها في أفاق الإسلام لتحمل عليها الأمة، قال‏:‏ يا أمير<صفحة 67> المؤمنين إن اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمة، كل يتبع ما يصح عنده، وكل على هدى، وكل يريد الله تعالى،

 الهمزة مع الدال المهملة

164 - أدبني ربي فأحسن تأديبي‏.‏

قال في الأصل رواه العسكري عن علي رضي الله قال‏:‏ قدم بنو نَهْد بن زيد على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أتيناك من غَوْرَىْ تهامة، وذكر خطبتهم وما أجابهم به النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلنا يا نبي الله نحن بنو أب واحد ونشأنا في بني سعد بن بكر، وسنده ضعيف جدا، وإن اقتصر شيخنا يعني الحافظ ابن حجر على الحكم عليه بالغرابة في بعض فتاويه؛ ولكن معناه صحيح،

وجزم به ابن الأثير في خطبة النهاية، وأخرج ابن السمعاني بسند منقطع عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الله أدبني فأحسن تأديبي، ثم أمرني بمكارم الأخلاق، فقال ‏{‏خذ العفو وأمر بالعرف‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ثابت السرقسطي في الدلائل بسند واه أن رجلا من بني سُليم قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله أيُدالِك الرجلُ امرأتَه‏؟‏ قال نعم إذا كان ملفحا ‏(‏ في الأصل ‏"‏مفلجا‏"‏ وهو خطأ‏)‏ ‏.‏ قال فقال له أبو بكر‏:‏ يا رسول الله، ما قال لك ‏؟‏ وما قلت له‏؟‏ قال‏:‏ قال لي أيماطل الرجل امرأته ‏(‏ أي في مهرها‏)‏ ‏؟‏ قلت نعم، إذا كان مفلسا، قال فقال أبو بكر رضي الله عنه ما رأيت أفصح منك، فمن أدبك يا رسول الله‏؟‏ قال أدبني ربي ونشأت في بني سعد‏.‏

ثم قال وبالجملة فهو كما قال ابن تيمية‏:‏ لا يعرف له إسناد ثابت‏.‏

لكن قال في الدرر صححه أبو الفضل بن ناصر،

وقال في اللآلئ معناه صحيح لكن لم يأت من طريق صحيح،

وذكره ابن الجوزي في الأحاديث الواهية، فقال لا يصح ففي إسناده ضعفاء لا مجاهيل‏.‏

وأسنده سبطه في مرآة الزمان بطرق كلها تدور على السدي عن علي بن أبي طالب، أنه قال‏:‏ يا رسول الله كلنا من العرب فما بالك أفصحنا‏؟‏ فقال‏:‏ أتاني جبريل بلغة إسماعيل وغيرها من اللغات فعلمني إياها،

قال السبط‏:‏ والسّدّيّ اسمه عبد الرحمن إمام كل فن، وعنه نُقِلَ التفسير والقصص وغيرهما، قال وقد ذكره جَدّي في زاد المسير وعامة كتبه، وكذا عامة العلماء ‏(‏‏"‏العلماء‏"‏ مستدركة من المصرية‏)‏ ، ووثقه<صفحة 72> الترمذي في السنن وقد تكلم على الحديث الأصمعي وأبو عمرو بن العلاء والأزهري وصححه أبو الفضل بن ناصر وجعله من معجزات نبينا وختم به جدي كتابه المسمى بالمنتخب وتكلم عليه‏.‏ انتهى‏.‏

165 - أدّوا إلى كل ذي حقٍ حَقه‏.‏

رواه الطبراني عن أبي مسعود بزيادة والولد للفراش وللعاهر الحَجرَ ومن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله تعالى والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا‏.‏

166 - ادرؤوا الحدود بالشبهات‏.‏

قال في الأصل رواه الحارثي في مسند أبي حنيفة عن ابن عباس مرفوعا، وأخرجه ابن السمعاني عن عمر بن عبد العزيز فذكر قصة طويلة فيها قصة شيخ وجدوه سكرانا فأقام عليه عمر الحد ثمانين فلما فرغ قال يا عمر ظلمتني فإنني عبد فاغتم عمر ثم قال إذا رأيتم مثل هذا في سمته وهيئته وعلمه وفهمه وأدبه فاحملوه على الشبهة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادرؤوا الحدود بالشبهات، قال شيخنا يعني الحافظ ابن حجر وفي سنده من لا يعرف انتهى،

وقال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث مسند الفردوس اشتهر على الألسنة، والمعروف في كتب الحديث أنه من قول عمر بن الخطاب بغير لفظه انتهى، وعزاه في الدرر إلى الترمذي بلفظ ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، قال‏:‏ الإمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة،

وأخرجه ابن أبي شيبة عن عمر بلفظ لان أخطئ في الحدود بالشبهات، أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات وأخرجها ابن حزم في الإيصال بسند صحيح وأخرجه مسدد عن ابن مسعود أنه قال ادرؤوا الحدود عن عباد الله عز وجل،

ورواه البيهقي عن عاصم بلفظ ادرؤوا الحدود بالشبهات وادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم، وقال أنه أصح ما فيه، وأخرجه الترمذي والحاكم والبيهقي وأبو يعلى عن عائشة مرفوعا بلفظ ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله، فإن الإمام إن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة، ثم قال في المقاصد ورويناه عن علي <صفحة 73 > مرفوعا بلفظ ادرؤوا الحدود ولا ينبغي للإمام أن يعطل الحدود، وفيه المختار بن نافع منكر الحديث، وأخرجه ابن ماجه بسند ضعيف عن أبي هريرة مرفوعا ادفعوا الحدود ما وجدتم لها مدفعا،

وقال النجم ورواه ابن عدي في جزء له من مصر والجزيرة عن ابن عباس بزيادة وأقيلوا الكرام عثراتهم إلا في حد من حدود الله تعالى، ثم قال وقال عمر بن الخطاب لأن أخطئ في الحدود بالشبهات أحب إلي أن أقيمها بالشبهات انتهى‏.‏

167 - ادفَعِ الشكَ باليقين‏.‏

قال في الأصل ليس بحديث وهو من قواعد الفقهاء الجارية على ألسنتهم، لكن يشهد له الحديث الصحيح دع ما يريَبك إلى ما لا يريبك، ورواه أبو نعيم عن الثوري بزيادة عليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا وعليك بالورع يخفف حسابك، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وادفع الشك باليقين يَسْلمْ لك دينك انتهى، والمشهور على الألسنة ادفع الشك باليقين بالراء‏.‏

168 - ادفع بالتي هي أحسن‏.‏

هكذا اشتهر على الألسنة، ولا أدري حاله والظاهر أنه اقتباس من قوله تعالى ‏{‏ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم‏}‏ ‏.‏

169 - ادفِنوا موتاكم وسْط قوم صالحين، فإن الميت يتأذى بجار السَوْء كما يتأذى الحي بجار السَوْء‏.‏

وفي رواية قيل يا رسول الله وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة، قال هل ينفع في الدنيا‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ كذلك ينفع في الآخرة، ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال في المقاصد رواه أبو نعيم والخَليلي من حديث سليمان بن عيسى عن أبي هريرة مرفوعا، وسليمان متروك بل اتهم بالوضع، ولكن لم يزل عمل السلف والخلف على هذا انتهى،

ومما يشهد له ما أخرجه ابن عساكر عن علي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندفن موتانا وسط قوم صالحين، فإن الموتى يتأذون بالجار السوء كما يتأذى به الأحياء، <صفحة 74>

قال وأما ما روى من أن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا إنما يقدس المرء عمله فلا ينافيه، واعترض المناوي الشاهد بأنه كحال الأصل‏.‏

170 - أدِّ الأمانةَ إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك‏.‏

رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة وقال الترمذي حسن غريب، وأخرجه الدارمي في مسنده والدارقطني والحاكم وقال على شرط مسلم،

ورواه الطبراني عن جماعة من الصحابة برجال ثقات، لكن قد أعل ابن القطان والبيهقي حديث أبي هريرة، وقال أبو حاتم منكر، وقال الشافعي ليس بثابت، وقال أحمد باطل لا أعرفه عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح، وقال ابن ماجه له طرق ستة كلها ضعيفة، وقال في الأصل لكن بانضمامها يقوى الحديث،

وقال النجم في معناه ما أخرجه العسكري عن ابن عباس أن عيسى عليه السلام قام في بني إسرائيل فقال‏:‏ يا بني إسرائيل لا تظلموا ظالما ولا تكافؤوا ظالما فيبطل فضلكم عند ربكم انتهى، ومثله في المقاصد لكن عزاه لمحمد بن كعب عن ابن عباس رفعه، ثم قال وعن قتادة في قوله تعالى ‏{‏ولمن انتصر بعد ظلمه‏}‏ قال هذا فيما يكون بين الناس من القصاص فأما لو ظلمك رجل لم يحل لك أن تظلمه أخرجه العسكري وقال هذا مذهب الحسن، وخالفه الشافعي، فحمل النهى على ما إذا أخذ زائدا على حقه، ومن هذه مسألة الظفر انتهى ملخصا‏.‏

171 - أد ما افترض الله عليك تكن من أعبَدِ الناس، واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس‏.‏

رواه ابن عدي عن ابن مسعود، قال الدارقطني رَفعُه وَهْمٌ، والصواب وقفُه‏.‏

172 - أدَمَان في إناء، لا آكُلُه ولا أحرمه‏.‏

رواه الطبراني والحاكم عن أنس، وقال الحاكم صحيح، لكن رده الذهبي بأنه منكر واه، وأشار البخاري إلى تضعيفه، فزعم صحته خطأ، وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتِيَ بقعب فيه لبن وعسل فذكره‏.‏ <صفحة 75>

173 - أدوا حق المجالس‏:‏ اذكروا الله كثيراً وأرشِدوا السبيل، وغُضوا الأبصار‏.‏

وسببه كما قال راويه سهل بن حُنيف أن أهل العالية قالوا يا رسول الله لا بد لنا من مجالس فذكره، وفي سنده أبو بكر بن عبد الرحمن تابعي لا يعرف حاله، وبقية رجاله ثقات، ورمز بعضهم لحسنه‏.‏

174 - أدبوا أولادكم على ثلاث خصال‏:‏ حبِّ نبيكم وحب أهل بيته‏:‏ وقراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبياء الله وأصفيائه‏.‏

رواه أبو النصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في فوائده، وابن النجار في تاريخه عن علي رضي الله عنه رفعه، قال المناوي ضعيف‏.‏

 الهمزة مع الذال المعجمة

175 - إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة‏.‏

مسلم والأربعة عن أبي هريرة‏.‏

176 - أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه، تغفلُ قلوبكم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وابن السني‏.‏

177 - إذا آخى الرجل الرجل فليْسألْهُ عن اسمه واسم أبيه وممن هو، فإنه أوصلُ للمودة‏.‏

قال في المقاصد رواه الترمذي عن يزيد بن نَعامة السهمي موقوفا، وقال إنه غريب، ولا نعرف ليزيد سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجزم أبو حاتم بأنه لا صحبة له ولم يسلم للبخاري إثباتها، وقال ابن حبان له صحبة، وقال البغوي اختُلف فيها، وقال الترمذي‏:‏ ويروى عن ابن عمر نحوه مرفوعا، ولا يصح إسناده، ولفظه إذا آخيت رجلا فاسأله عن اسمه واسم أبيه، فإن كان غائبا حفظته، وإن كان مريضا عدته، وإن مات شهدته؛ وسببه أن ابن عمر قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ألتفت فقال مالك تلتفت‏؟‏ قلت آخيت رجلا، <صفحة 76 > فذكره أخرجه البيهقي في الشعب عنه، وقال تفرد به مسلمة بن علي، وليس بالقوي،

وقال النجم رواه الخرائطي عن ابن عمر بلفظ إذا آخيت أحدا فسله عن اسمه واسم أبيه ومنزله وعشيرته، فإن كان مريضا عدته، وإن كان مشغولا أعنته، ورواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس رفعه بلفظ ثلاثة من الجفاء، وذكر منها عدم معرفة المرء اسم من يواخيه‏.‏

178 - إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه فصبر عوضتُه عنهما الجنة‏.‏

رواه البخاري في صحيحه عن أنس، وسببه ما أخرجه البيهقي عن أنس أيضا بلفظ قال مر بنا ابن أم مكتوم فسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أحدثكم بما حدثني جبريل‏؟‏ إن الله يقول حق علي من أخذت كريمتيه أن ليس له جزاء إلا الجنة،

ورواه البيهقي عن أنس أيضا بلفظ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني جبريل عن رب العالمين أنه قال جزاء من أخذت كريمتيه الخلود في داري والنظر إلى وجهي؛ والمراد بحبيبتيه عيناه، ومما يناسب المقام قول ابن عباس لما عمي في آخر عمره‏:‏

إن يأخذ الله من عيني نورهما * ففي فؤادي وقلبي منهما نور

قلبي ذكي، وعقلي غير ذي دخل * وفي فمي صارم كالسيف مشهور

179 - إذا أتى عليَّ يومٌ لا أزداد فيه علماً يقربني إلى الله تعالى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم‏.‏

رواه ابن عدي والطبراني وأبو نعيم عن عائشة بسند ضعيف‏.‏